-1-
من على بساط أزرق من منزل فلسطين
أعتل قهوة المخاض
غافياً على سرير أحمر واضعاً رأسي على وسادة خضراء
متأملاً بياض الأصابع عندما تغرس في تراب اللا مكان
إلى متى هذا الفراق ؟
شاخصة تعرق
أم تنوح أرض تبكي
سرير يعوي
آذان بدون تكبير
تراتيل بلا إنجيل
مدارس بلا معلمين
ومفتاح صدئ يسقط في عبثية الأحاديث الليلة
وفي كواليس المسرحية
سألت ذالك الفلسطيني أما تزال تحيك من قضيتك تفاصيل لتنساها
فلم يجبني
وسألت ذالك الجندي أما تزال بندقيتك حبلى ؟ أم لبس العيد رصاصك ؟ ولم يجبني
وسألت ذاك العربي أما زلت تبحث عن رقم سري
لتقفل به حقيبتك ؟
فأجابني بكل سخرية : حقيبتي فارغة ياعزيزي
-2-
هناك بين أشجار الزيتون يصلي الشهيد جنازته
قد كتب نعوته بلون الطباشير قبل حين
ولملم بقايا تابوته ليحضر حفلة التوابيت
هناك يرضع الطفل البارود المغمس بالحليب
ويلعب بخمس بندقيات والسادسة في الطين
هناك بين الدبابتين لعب اليهود الشطرنج بأحجار الجليل
ورقصوا على أبواب رفح وجنين
هناك يعزف المطر لحن البكاء
ووردة فوق شاهدة قبر بالندى تتلو قرآن
هناك بين سواد الليل وصوت البكاء
جلسوا في أكفانهم وركبوا القطار
وأستلوا من دموعهم حجارة لتهدم الأسوار
هناك جربوا طعم الموت من جديد
هناك لفافة التبغ تنقذ شهيد
وعندما عادوا في سيارة الإسعاف
شكت بهم الصديق كم لم يشمت الأعداء
وعندما علموا بأن كل الذي حدث لم يسجل في شريط التسجيل
عانق الشهيد رايته ومات
يمان نجار